الثلاثاء، 16 أبريل 2013

مقام


مقام


كل بحر لستِ موجه عدم

و كل وصل لستِ مقامه حال
 

13 من ربيع آخر سنة 1434

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

مشروع مـسـارات فـكـريـة



مشروع
مـسـارات فـكـريـة

المسودة الأولى

ظل الإسلام هو الأساس المعرفي و القيمي للحضارة الإسلاميه ، لعدة قرون ، تحت عباءته تطورت التقنيات العلمية و الإجتماعية ، و نمت المفاهيم الإنسانية .
 و إن كان شأن التطور الذي شهده المجتمع الإسلامي كشأن أي تطور إنساني ، يشوبة شئ من الظلم و البعد عن المنهج الإسلامي حينا ، و محاولات الإصلاح و العودة للنبع الصافي حينا .
 هذا البعد عن المنهج الإسلامي  هو ما أدى لاحقا إلى الصدمة الحضارية للمسلمين التي انتهت بالمحاولات المتكررة لتنحية الإسلام عن المرجعية المعرفية و القيمية للمجتمع .



و من هنا ظهرت محاولات و جهود عديدة للعودة بالمجتمع الإسلامي إلى مساره الحضاري ، إختلفت المواقف و التقنيات و المجالات ، و إتحدت الأهداف.
 إمتزجت الأهداف النبيلة و النيات الطيبة بالضعف الإنساني .
 تعددت الأولويات حسب المنظور الذي نظر به كل مجتهد .



ربما نحتاج في هذه المرحلة إلى مزيد من الأفكار و التنظير ، لتحسين و تأسيس مشاريع النهضة ، و لكننا نحتاج أكثر لإعادة إنتاج المشاريع الموجودة أصلا ، لنحقق التواصل بين الأجيال ، و بين طبقات المجتمع ، و لكي لا يكون كل مشروع - على حدة - كترس في الهواء بلا فائدة .

***




الهدف من مشروع مسارات فكرية هو خدمة جهد المفكرين اللذين حاولوا العودة بالمجتمع الإسلامي إلى مساره الحضاري ،
 كالتالي :

1- إعادة إلقاء الضوء على أفكارهم .
2- وضع أفكارهم في سياقها التاريخي و مناقشتها و الخروج بتوصيات عملية أو منهجية.
3- الدعوة إلى مشروع لاحق يربط بين الأطروحات الفكرية المختلفة.


و ذلك عن طريق
تكوين عدة فرق ، يختص كل فريق بدراسه مفكر معين بهدف:

1- الخروج بمنتج بحثي يضم سيرته الذاتية ، و السياق التاريخي -الإجتماعي اللذي عاش فيه ،و القضايا التي ناقشها المفكر ( أو بعضها) و تطور إجاباته و تصوراته عن تلك القضايا خلال مسيرته الفكرية ، و الرؤى النقدية اللتي وجهت اليه و مناقشتها .

2- محاضرات و صالونات تناقش فكر المفكر .

3- الخروج بفاعلية كبيرة في أقرب مناسبة تطرح مضمون البحث .

4- تبسيط أفكاره للقطاعات اللتي لا تصلها المنتجات السابقة .

5- السعى إلى توفير كتبه ، في حالة عدم توفرها .

***

خطة المشروع

يتم إقتراح عدد من المفكرين - كبداية للمشروع - و تكوين فرق (5-10 أفراد لكل فريق )  بحيث يدرس كل فريق مفكر واحد ، وفقا للمراحل التالية :


المرحلة الأولى

يتم تحديد عدد من الكتب الأساسية التي تمثل فكر المفكر ، بحيث تغطي مختلف المجالات التى تناولها , و مناقشة هذه الكتب داخل الفريق .
منتج المرحلة:
1- عرض مكتوب للكتاب المناقش عقب كل لقاء على مدونة أو جروب خاص بالفريق.
2- رصد القضايا التي إهتم بها المفكر ، سواء كمواضيع أساسية لكتبه أو فرعية .
3- لدى نهاية المرحلة يكون لدى أعضاء الفريق رؤية واضحة عن مجمل القضايا اللتي ناقشها المفكر ، و أن يكونوا على إستعداد لعرضها في محاضرة أو صالون متى أتيحت الفرصة لذلك

المرحلة الثانية
دراسة و مناقشة تاريخ المرحلة اللتي عاش فيها المفكر ، خاصة الأحداث اللتي كان له فيها دورا ، و دراسة سيرته الذاتية ( اللتي رواها - رواية معجبيه - رواية منتقديه ) متى وجدت .
منتج المرحلة :
1- تحرير نتائج المرحلة ، و نشرها على المدونة أو الجروب .
2 - لدى نهاية المرحلة يكون لدى أعضاء الفريق إستعداد لعرض سيرته الذاتية و الظروف التاريخية في محاضرة أو صالون متى أتيحت الفرصة لذلك
3- يكون لدى أعضاء الفريق تصور واضح بالسياقات اللتي تساعد على فهم النص من خلال فهم التحديات اللتي واجهها و الذائقة الثقافية لعصره .

المرحلة الثالثة
تحديد قضية أو أكثر يتم تتبع معالجة المفكر لها ، مع الوضع في الإعتبار التسلسل التاريخي لتطور الإجابات ، و المراجعات التي راجعها المفكر لمعالجاته . مع مراعاة السياق التاريخي و الشخصي من خلال دراسة المرحلة السابقة
منتج المرحلة:
تحرير نتائج المرحلة ، و نشرها على المدونة أو الجروب

المرحلة الرابعة
1- مناقشة إنتاج المرحلة الثالثة داخل الفريق ، و الخروج برؤى نقدية مختلفة
2- تتبع و دراسة المآخذ اللتى وجهت لفكر المفكر من داخل تيارات الفكر الإسلامي ، و مناقشتها .
3- تتبع و دراسة المآخذ اللتى وجهت لفكر المفكر من خارج تيارات الفكر الإسلامي ، و مناقشتها .
4- عرض أفكاره في صالونات عامة , و رصد المآخذ اللتى وجهت لفكر المفكر واقعيا في السياق الحالى .
منتج المرحلة :
رصد كل ما أمكن من المآخذ اللتى وجهت لفكر المفكر و مناقشتها و تحرير رؤى نقدية تحمل تعدد الآراء ، و نشرها على المدونة أو الجروب .

المرحلة الخامسة
 
1- تحرير و تنسيق كل ما سبق
2- الإستعداد لفاعلية عند أقرب مناسبة يتم عرض المنتج النهائي فيها .
3- تبسيط أفكار المفكر و مناقشتها بصورة مبسطة لتصل لمن لا يصل له المنتج الكامل
4- البحث عن طبعات الكتب المنشورة للمفكر و الإشارة إليها 
5- توفير نسخ رقمية على الإنترنت ( في حالة عدم وجود حقوق طبع للكتاب ) 
6- السعي إلى نشره في حالة عدم تواجده 
 
 
 

الاثنين، 27 يونيو 2011

يموت الإسم ........... و يحيا المضمون -1-




يموت الإسم ........... و يحيا المضمون



 
-1-




 

منذ أن بدأ الإنسان في إستخدام اللغة لتوصيل أفكاره , ظهرت بوضوح المسافة بين الفكرة و التي يريد التعبير عنها و بين ما قاله فعلا , و المسافة بين قوله و المعنى الذي تلقاه المستمع , فاللغة كما نستخدمها - كبشر -موصل ردئ للفكرة , تماما مثل كثير من الجوانب الإنسانية , كمشاعره و ذهنه , التي لا يمكن وضع قانونا حديا - بسيطا كان أو مركبا - للتعامل معها , و هذا ما يؤدي إلى إضطراب إنساني في التعامل مع نفسه و مع غيره , إذ أن الجوانب الإنسانية لا يمكن التعامل معها بمنطقية و إستقامة تامتين , و لا يمكن الحكم عليها بحيادية أو موضوعية كاملة , و لكن من قال أنه ينبغي علينا ذلك ؟ , و من قال أن العالم يسير - أصلا - بصورة منطقية ؟ , - بالتصورات الثابتة في أذهاننا عن مفهوم المنطق - , إن هي إلا فرضية لا يمكن إثباتها إلا بمدخلات إنسانية تتسم بذات القدر من الغموض الإنساني , ومن قال أن على الإنسان أن يدرك ذاته بوضوح , و أن تتسم سلوكياته و إنفعالاته بالموضوعية و الحيادية ؟ , حتى إذا إفترضنا إمكانية ذلك , فإننا نقتل في الإنسان إنسانيته .
 

و من ناحية أخرى فإنه لا يمكن تجاهل جميع الجوانب التي لا نستطيع حسمها , سواءا في ذلك ما يختص بسلوك الإنسان و مشاعره , أو في الكون الخارجي و مشاهداته , أو في المعاني و المفاهيم الكلية , فتجاهل الأمر لا يعني إختفاءه , و عدم الإكتراث به لا يعني إختفاء تأثيره , فهاهي اللغة نستخدمها و نحن مدركون صعوبة إيصال المفاهيم بكفاءة مطلقة , و مدركون ما ينتج عن ذلك من الخلافات اللفظية و سوء التفاهم ..., مع ذلك فإننا نتعامل مع اللغة , و لا نتحاهلها , بل إن عدم الوضوح اللغوي يعالج أحيانا بعض المشاكل التي يفرزها الضعف الإنساني و الغموض الذي يسم مشاعره و إنفعالاته .


 
فضبابية السلوك الإنساني إذا هو أمرا واقعا , لا مناص منه , و هو شرطا ضروريا لإنسانية الإنسان , و يمثل قدرا من الفرص و التحديات .



محمود رفعت





الخميس، 2 يونيو 2011

مــخــاوف مـــا بـــعــــد الــثـــورة




مــخــاوف مـــا بـــعــــد الــثـــورة
نظرة أولية


أولا : بسقوط الحكومة و رحيل الرئيس - فعلا - لا يعني سقوط النظام , و سقوط النظام لا يعني سقوط الفساد .... الحقيقة أن الفساد موجود في كل الطبقات , فنحن للأسف كنا نحارب الفساد بالفساد حتى تعودناه ...مثال : حين لا تستطيع الحصول على حقك , تبحث عن واسطة ... و هكذا إلى أن تعودنا على الواسطة حتى في هضم حقوق غيرنا ... لقد ماتت حساسيتنا تجاه الفساد.


ثانيا : نحن مقبلون على عصر التخوين بإعتبارين
     الأول : إختلاف الرؤى كمن يؤيد إستمرار التظاهرات و من يرفض ذلك , فكل طرف يعتبر الآخر خائن, و إن كانت دوافع كثير من كل طرف هي حب مصر.
     و الإعتبار الثاني : إستغلال الأحداث المتلاحقة من أجل تصفية حسابات و مصالح أو محاولة القفز على نجاح الثورة.


 ثالثا : ما كنت أخشاه قبل بداءة الثورة هو عدم وجود شراكة واضحة بين تيارات الثورة الأساسية ( الإسلامية و اليسارية و الليبرالية) فضلا عن الخلافات الداخلية في كل تيار على حده , و هوما يعني اننا سنحتاج وقتا طويلا نفرز فيه نظاما بديلا يحقق شراكة عادلة بين تلك التيارات , قد يتخلله صراعات مثالية ( الصراع من أجل تحقيق العدالة كما أتصورها ) , و صراعات مصلحية ( الصراع من أجل السلطة) , و قد يتم حسم الصراع بأي صورة ربما تحقق العدالة أو لا , و ربما تهل علينا عتمات الحكم التكنوقراطي وقانا الله شره .


و لكل هذا أنا أتصور أن من واجبنا في المرحلة القادمة ما يلي



1- إستغلال الشعور بالإنتماء و الدفاع عن الوطن و كراهية الفساد لتدعيم استمراره و علاج الأمراض الإجتماعية من قاعدة الشعب وصولا لأعلى.


2-المحاربة الفكرية و السلوكية لكل أشكال التخوين - و لو صدقت - و الصفح عن الجرائم المحتملة و الوقوف اللين في وجة كل طرف لحساب الطرف المختلف.


3- البعد عن كل أشكال طلب السلطة في مرحلة الصراع عليها و الإكتفاء بالدعوة إلى ما نؤمن به.


4- السعي لترسيخ الوعي القيمي لدى كل طبقات الشعب ,... بمعنى الربط بين السلوك (السياسي- الإقتصادي- العسكري - الإعلامي) و بين قيمته الدينية و الإجتماعية و الوطنية.


5- نزع ما بقي من سلبية لدى الشعب و محاربة القابلية للإستعمار مما قد يؤدي لتكرار الأزمة ... مع التوعية بأولويات الرفض.


المسألة مسألة وقت و هذه الواجبات هي متعينة علينا حتى في ظل النظام الحالي




محمود رفعت
10-2-2011


السبت، 12 مارس 2011

مشاريع النهضة الإسلامية


مشاريع النهضة الإسلامية

كتبت هذه الكلمات في 2 ديسمبر 2007 , و أنشرها الأن لقناعتي أن شيئا كهذا هو ما نحتاجة في هذا الوقت .

*****



-1-

ربما نحتاج في هذه المرحلة إلى مزيد من الأفكار و التنظير , لتحسين و تأسيس مشاريع النهضة , و لكننا نحتاج أكثر لإعادة إنتاج المشاريع الموجودة أصلا , لنحقق التواصل بين الأجيال , و بين طبقات المجتمع , و لكي لا يكون كل مشروع - على حدة - كترس في الهواء بلا فائدة .
و ذلك على عدة مستويات :
أولا : إعادة لفت النظر و نشر الأعمال التي تحوى مشروعا نهضويا من منظور إسلامي.
ثانيا : مناقشة هذه المشاريع .
ثالثا : تبسيط هذه المشاريع , لتناسب الفئات التي لا تصل إليها بصورتها الأصلية .
رابعا : محاولة تطبيق بعض المشاريع التي لم تطبق على أرض الواقع .
خامسا : الإستفادة من نتائج التطبيق ثم محاولة تطوير هذه المشاريع , أو صرف النظر عنها .


-2-


لكل خادم فكرة أزمة , تفرضها علية الظروف التاريخية , و الحالة الإجتماعية , و المميزات الشخصية , تولد هذه الأزمة أسئلة , وهو من خلال حياته الفكرية يحاول الإجابة عليها , أو الدوران حولها , لذلك فإننا لكي ندرس مشروعه الحضاري لابد أن :
أولا : ندرس الظروف التاريخية .
ثانيا : ندرس الحالة الإجتماعية .
ثالثا : نعرف السيرة الذاتية.
رابعا : نتتبع كتاباته بتسلسل زمنى قدر الإمكان , و نحاول رصد الأسئلة التي حاول الإجابة عليها .
خامسا : نرصد إجاباته و تطورها أو تراجعه عنها .

-3-


فائدة أخرى هامشية لدراسة المشاريع الحضارية : رصد الأسئلة المثارة و إجاباتها , خلال مدة زمنية محددة , قد تعد و سيلة رائعة لكتابة تاريخ تفصيلي لفترة ما , إذا ما توفرت الوثائق المطلوبة .



محمود رفعت



الخميس، 3 فبراير 2011

رسالة شبه ثورية


رسالة شبه ثورية



أيها الثائرون صوب أحلامي

تريثوا قليلا قبل المفترق

حدقوا كثيرا في مراياكم

و تقاسموا المدى , ... إذا ما إتفق


محمود رفعت
26-1-2011



الأربعاء، 19 يناير 2011

كــــــــلـــــمــــــات -3- خواطر و أفكار قيدتها في مواقف متفرقة


كــــــــلـــــمــــــات

  -3- 

 خواطر و أفكار قيدتها في مواقف متفرقة

المجموعة الأولى

المجموعة الثانية



15- الجمال الحقيقي لا يراه إلا من يستحقه.


16- كانت تحب الحديث عن الرومانسية لا ان تعيشها .


17- الشك وحده لا يؤسس يقينا .


18- الفكرة ( لا تفنى ) و لا تستحدث من العدم .


19- لا يصلح أي قانون أو أصل أو قاعدة , أن يكون أصلا كليا مطردا , مالم يكن نصا يقيني الثبوت قطعي الدلالة , وما سوى ذلك يعامل معاملة ما يغلب على الظن , تدخل في ذلك القواعد الفقهية و أصول الفقه , و الله أعلم .


20- لأن أموت علي خط النار بين الباحثين عن معنى خير لي من أن أموت في صحراء العتمة من عبثية اللامعنى .


21- لسنا ملائكة لنصل ............... يكفينا أن نموت في الطريق .


محمود رفعت



الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

فليسقط الإنسان - نثيرة شاعرية


فلـيـسـقـط الإنـسـان


سأرسم حدودا لخطوتي

و أشتهي مالا أشتهيه

لتنتظم دقات قلبي

و أعيد توازني

......

عذرا يا حبيبتي

لن أقبلك هذا الصباح
 
 
محمود رفعت
21-9-2010

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

الكبت و الإبداع


الكــــبــــت و الإبـــــداع
محمود رفعت


بعد ساعات طويلة من الحوار , إكتشفت أن كلانا يعني نفس الشئ , و يملك ذات الدوافع , حاولت أن أوضح ملاحظتي له , و لكنه كان يصر على موقفه , و فعلا طريقة العرض أدت لموقفين مختلفين , و ذلك نظرا لإختلاف المعاني و المفاهيم التي أدركنا بها الأشياء , أضف إلى ذلك مجموعة الأساطير الفكرية التي تسيطر على مجتمعنا , و تلك الأساطير متعددة الفوائد , فهي تساعدنا على التكيف مع أوضاعنا المؤسفة , و تريحنا من التأمل و التفكير , و ما يترتب عليه من مراجعة النفس و تخطيئها , و تحقق بصورة ما وحدة فكريه بين عامة الناس , و تساعد النخبة في تمرير أفكارهم من خلالها , و لكنها لا تفيد الحقيقة كثيرا , و مما يزيد الأمر سوءا , أننا لم نطور أساطيرنا بأنفسنا , و لا إخترنا الأساطير التي تخدم أغراضنا , و إنما إتخذنا أساطيرا قد دفعتنا إليها الظروف أو أملاها علينا الأخرون , و من هنا تكون عندي هاجس تفكيك تلك الأساطير.



و في هذة المقالة نناقش العلاقة بين العنف و الكبت و السلطة و علاقة كل هذا بالإبداع .

الكبت هو " عملية نفسية لاشعورية تحول دون خروج الأفكار و الرغبات المؤلمة أو المحرمة إلى نطاق الشعور رغم بقائها حية فعالة في اللاشعور " (المعجم الفلسفي : مراد وهبه).

إذا سلمنا بهذا التعريف للكبت نخرج بالآتي :

1. يسببه وجود رغبة ملحة دون أن يستطيع المرء مواجهه نفسه و مجتمعه بها و ذلك نتيجة سلطة فوقية ما (المؤسسة السياسية القمعية – المجتمع – الدين أو المؤسسات الدينية).

2. أن تلك الرغبة تظل حية في اللاشعور مما يؤدي حتما لأن تبحث عن صورة أخرى للتبعبير عن نفسها .


تقول الأسطورة أن السلطة القمعية تؤدي إلى الكبت , و الكبت يؤدي إلى السلوك العنيف ,و من المعلوم بالضرورة أن الكبت شعور مقيت , و أن العنف سلوك غير سوي , و المجرم الحقيقي هنا هو القمع الذي سبب الكبت , و العنف رد فعل نفسي.

بهذه البساطة نحسم كثير من القضيا الشائكة و المتداخلة , و ننام قريري العين , فالمشكلة في السلطة , و التغيير طريقنا إلى المستقبل ....





نتساءل أولا : هل العنف شرا محضا ؟


إذا ما حاولنا تجاوز الإيحاء النفسي لكلمة "العنف" , الذي سببته السياقات التي استخدم فيها , نجد أن العنف قد يكون خيرا , و قد يكون شرا , فالجهاد في سبيل الله – و إن تحققت الشروط و صدقت النوايا – عنفا , بما في ذلك جهاد رسول الله صلى الله عليه و سلم , و الدفاع عن الوطن عنف , و إسترداد الحق المسروق من اللصوص عنف , و هكذا .. و لكن العنف هنا ليس كعنف اللص نفسه حين يسرق و لا كمن يدعي الجهاد و له من وراء ذلك مآرب أخرى .. فالـ "عنف" إذن كلمة محايدة يحدد قيمتها الأخلاقية إرتباطها بالعدل أو الظلم .

نتساءل ثانيا : هل العنف نتيجة حتمية للكبت ؟


و ذلك أنه بجانب السلوك العنيف هناك صورا أخرى للتعبيرعن الرغبات حبيسة اللاشعور , مثل الإبداع الأدبي و الفني بإعتبارهما من المظاهر الراقية للتعبير عن خفايا النفس , و هناك الإبداع الأدبي و الفني المنحط أخلاقيا أو دينيا بإعتبارهما من المظاهر المنحطة للتعبير عن خفايا النفس , و هناك الهوس الجنسي بدءا من الإستعمال المهووس للألفاظ الجنسية في الحياة اليومية و النكات الإباحية إنتهاءا بما يسعفك به الخيال.. هناك صورا لانهائية يعبر بها الإنسان عن رغباته حبيسة اللاشعور نجمعها جميعا في لفظ الـ "إبداع" و التي تضم جميع الصور السابقة بما فيهم العنف نفسه – بإعتباره صورة من صور الإبداع , نصل في النهاية إلى أن الكبت يولد إبداعا و الإبداع قد يكون عنفا أو لا يكون و كما أن العنف قد يكون خيرا أو شرا فالإبداع قد يكون راقيا أو منحطا , و الإبداع قد يكون في صورة راقية و لكنه يدعوا لقضية ظالمة.. أي أنه يمكننا في النهاية القول بأن الـ "إبداع" كلمة محايدة يحدد قيمتها إرتباطها بالعدل و الرقي الأخلاقي و الجمالي أو بالظلم و الإنحطاط.

نتساءل ثالثا : هل الكبت هو السبب الوحيد للعنف ؟


الإجابة البيديهية أن لا , و لكني أضيف أنه على العكس تماما , إن الحرية الزائدة من أهم أسباب العنف , ليس فقط لأنه في حالة غياب السلطة الأمنية تزداد الجرائم , و لكن لأن الحرية الزائدة تولد الشعور بالملل نتيجة لإشباع الرغبات , مما يدفع إلى البحث عن سبل أخرى لإشباع الرغبة و كسر الملل , (الشذوذ الجنسي و السادية المرتبطة بالجنس مثلا).

نتساءل أخيرا : هل السلطة و ما ينتج عنها من قيود شرا محضا ؟



تشير السلطة إلى مفهومين , سلطة دينية و سلطة دنيوية , فالسلطة الدينية هي الوحي و هي خير محض , أما السلطة الدنيوية فهي كل ما يصدر أمرا ملزما بدءا من الأب و الزوج وصولا إلى ما شاء الله , و هي قد تكون عادلة أو ظالمة , و قد تدعوا للعدل و تطبقه بإسلوب ظالم , وهناك أكثر من نوع للسلطة , منها السلطة التقليدية ( الممنوحة بسبب الدين أو العرف ) , ومنها السلطة التحررية–اللبرالية (التي تعتمد على الكاريزما و قوة الشخصية أو على المال و القوة), و الإختلاف بينهما في إسلوب تولي السلطة فقط , و لكن كلا النموذجين قد يكون عادلا أو ظالما , بل ربما تكون الصورة اللبرالية أبعد عن الإنسانية , و ذلك لأن المادة هي التي تحسم الصراع في نهاية الأمر, و السلطة عموما سواء دينية أو مدنية , عادلة أو ظالمة تمثل قيدا , يمنع الإنسان عن بعض رغباته , و الرغبة قد تكون مشروعة و قد لا تكون , و قد يكون فيها تعد علي حقوق الناس, و هذا القيد يمثل تحديا في نفس الانسان (التحدي لا يعني بالضرورة رفض القيد و لكن ربما يؤدي لإبتكار و سيلة ناجحة أو فاشلة للتعامل أو التكيف معه) و التحدي يكون على درجتين فهو إما تحدي معجز أو غير معجز أي أنه قد يؤدي لإستجابة إيجابية أو إلى هزيمة نفسية .... في النهاية نجد أن الـ "سلطة" كلمة محايدة تحدد قيمتها مدى إرتباطها بالعدل أو الظلم ..
إضغط على الصورة لكبيرها


ربما و أنا أحاول الإبتعاد عن الرؤية السطحية لم أنجح تماما في رسم صورة متكاملة بديلة , و لكنها في تصوري أكثر تفسيريه و تصلح كمنطلق للبحث , إن القضية برمتها لا تدور حول الحرية و القيد بل حول العدل و الظلم , بقي أن أقول أن كلمات مثل العدل و الظلم كلمات محايدة بدورها تتحدد قيمتها عن طريق الإرتكاز حول قيمه مطلقة تتجاوز المصالح و الرغبات , حول الغاية النهائية للإنسان من حياته .. أي أن القضية برمتها تشير في نهاية المطاف لحكم الله , إننا نرى أن قضية الحرية التي قامت من أجلها ثورات و ثورات , كل ثورة تتبني جانبا من جوانب الإنسان تدعوا لتحريره على حساب باقي الجوانب , أما آن لنا أن نتحرر كما إرتضى الله لنا و أن نتجرد من كل عبودية سوى عبوديته .


الأربعاء، 18 أغسطس 2010

هكذا تكلم عفريتي



هــكــذا تــكــلــم عــفــريــتــي

زعم أنه حين ضل طريق القافلة , وغاب عن ناظرية أية بصيص من أمل , نام يائسا على مدخل كهف مظلم , و قام على صوت خطو غير مبين , حتى أوجس خيفة مشوبة بأمل قلوق , فإذا بشبح قادم من داخل الكهف , و لما تبينه وجده عفريت خائف يهم بالهروب , و حين هم هو الآخر بالهروب , و أدرك كل منهما خوف صاحبه , آنس منه أمنا , فما لبثا إلا و هما صديقين ,  حتى بث كل منهما همه لصاحبة , و واصلا المسير و السمر.........
يقول : و هذا قطف من  كلام رفيقي.....

***

قال لي:
نور الإنسان ينبع من داخله .... قد يحتاج لرفيق أو حبيب يفهمه ,و يؤمن به , و لكنه لن يبصر طريقه إلى حين يلقاه دون نوره الداخلي ...

ثم قال :
شكوانا من ظلمة الطريق ليست أننا لا نجد موضعا لأقدامنا , و  إنما تنفيث عن ما بذلناه حتى نجد موضع لها فيه ...

وقال :
حين تبحث عن شريك لبناء القلعة , لابد أن يكون مؤمنا ببناء القلعة  , و لابد أن تكونا متفقين على التصورات الأساسية لهدف البناء  ,و إسلوبه  , و حتى تستمر على الطريق يجب على كل منكما أن يعرف ما لشريكه  من أهواء و رغبات و ضعف  , تدفعه أحيانا للظلم  و الغضب و البعد عن الطريق , فعليه أن يعذره لكي يتمكن كل واحد من التغلب على الأهواء و الرغبات و الضعف و الظلم  , و يساعد رفيقه على ذلك ,بدافع من حب حقيقي ... و ليس مجرد قبول الخطأ بلا إصلاح ...

و قال :
في الوقت الذي يخطفها فارسها و دون ان تدرك , ستجد في عينيها مالم تره  من قبل... الألوان تغيرت , و المعايير تبدلت ... و ترتيب الأفكار و الأولويات لم يعد كما كان .... لقد إتحدت نقطة الأفق في عينيهما  , و أرخي كل منهما طيفه الحقيقي على صاحبه ... و بنيا عالم خاص بهما , و ودعيا له , و حاربا قوى الشر كي يبدلا العالم الخارجي الملئ بالشرور إلى عالمهما الرائع ....


***

قال لي :
بين أبيض و أسود مساحات شاسعة يقطنها الإنسان .

و قال :
الوضوح في ذاته ممكن في إطار الأفكار الجبرية و نسبي في ما عداها ,و تزداد العتمة كلما إقتربنا من العواطف .
 
وقال:
 أي فلسفة إنسانية لابد أن تستند على الفطره بأحد جوانبها و لكن على حساب باقي جوانب الفطرة ..

***

ثم قال :
لا تخترق المدي فتتناثر بين نفسك و بين المدى و كن كما تحسن ... حتى تنفرج الحجب فتنطلق ..

و قال :
لا تدخر مما بوسك لزمن قد لا تحتاجة فيه و كن مداك ليزداد وسعك كما يحتاجه منك المدى.

***
ثم قال لي:
يكفيك هذا القسط من الملل ...

محمود رفعت