الاثنين، 27 يونيو 2011

يموت الإسم ........... و يحيا المضمون -1-




يموت الإسم ........... و يحيا المضمون



 
-1-




 

منذ أن بدأ الإنسان في إستخدام اللغة لتوصيل أفكاره , ظهرت بوضوح المسافة بين الفكرة و التي يريد التعبير عنها و بين ما قاله فعلا , و المسافة بين قوله و المعنى الذي تلقاه المستمع , فاللغة كما نستخدمها - كبشر -موصل ردئ للفكرة , تماما مثل كثير من الجوانب الإنسانية , كمشاعره و ذهنه , التي لا يمكن وضع قانونا حديا - بسيطا كان أو مركبا - للتعامل معها , و هذا ما يؤدي إلى إضطراب إنساني في التعامل مع نفسه و مع غيره , إذ أن الجوانب الإنسانية لا يمكن التعامل معها بمنطقية و إستقامة تامتين , و لا يمكن الحكم عليها بحيادية أو موضوعية كاملة , و لكن من قال أنه ينبغي علينا ذلك ؟ , و من قال أن العالم يسير - أصلا - بصورة منطقية ؟ , - بالتصورات الثابتة في أذهاننا عن مفهوم المنطق - , إن هي إلا فرضية لا يمكن إثباتها إلا بمدخلات إنسانية تتسم بذات القدر من الغموض الإنساني , ومن قال أن على الإنسان أن يدرك ذاته بوضوح , و أن تتسم سلوكياته و إنفعالاته بالموضوعية و الحيادية ؟ , حتى إذا إفترضنا إمكانية ذلك , فإننا نقتل في الإنسان إنسانيته .
 

و من ناحية أخرى فإنه لا يمكن تجاهل جميع الجوانب التي لا نستطيع حسمها , سواءا في ذلك ما يختص بسلوك الإنسان و مشاعره , أو في الكون الخارجي و مشاهداته , أو في المعاني و المفاهيم الكلية , فتجاهل الأمر لا يعني إختفاءه , و عدم الإكتراث به لا يعني إختفاء تأثيره , فهاهي اللغة نستخدمها و نحن مدركون صعوبة إيصال المفاهيم بكفاءة مطلقة , و مدركون ما ينتج عن ذلك من الخلافات اللفظية و سوء التفاهم ..., مع ذلك فإننا نتعامل مع اللغة , و لا نتحاهلها , بل إن عدم الوضوح اللغوي يعالج أحيانا بعض المشاكل التي يفرزها الضعف الإنساني و الغموض الذي يسم مشاعره و إنفعالاته .


 
فضبابية السلوك الإنساني إذا هو أمرا واقعا , لا مناص منه , و هو شرطا ضروريا لإنسانية الإنسان , و يمثل قدرا من الفرص و التحديات .



محمود رفعت





الخميس، 2 يونيو 2011

مــخــاوف مـــا بـــعــــد الــثـــورة




مــخــاوف مـــا بـــعــــد الــثـــورة
نظرة أولية


أولا : بسقوط الحكومة و رحيل الرئيس - فعلا - لا يعني سقوط النظام , و سقوط النظام لا يعني سقوط الفساد .... الحقيقة أن الفساد موجود في كل الطبقات , فنحن للأسف كنا نحارب الفساد بالفساد حتى تعودناه ...مثال : حين لا تستطيع الحصول على حقك , تبحث عن واسطة ... و هكذا إلى أن تعودنا على الواسطة حتى في هضم حقوق غيرنا ... لقد ماتت حساسيتنا تجاه الفساد.


ثانيا : نحن مقبلون على عصر التخوين بإعتبارين
     الأول : إختلاف الرؤى كمن يؤيد إستمرار التظاهرات و من يرفض ذلك , فكل طرف يعتبر الآخر خائن, و إن كانت دوافع كثير من كل طرف هي حب مصر.
     و الإعتبار الثاني : إستغلال الأحداث المتلاحقة من أجل تصفية حسابات و مصالح أو محاولة القفز على نجاح الثورة.


 ثالثا : ما كنت أخشاه قبل بداءة الثورة هو عدم وجود شراكة واضحة بين تيارات الثورة الأساسية ( الإسلامية و اليسارية و الليبرالية) فضلا عن الخلافات الداخلية في كل تيار على حده , و هوما يعني اننا سنحتاج وقتا طويلا نفرز فيه نظاما بديلا يحقق شراكة عادلة بين تلك التيارات , قد يتخلله صراعات مثالية ( الصراع من أجل تحقيق العدالة كما أتصورها ) , و صراعات مصلحية ( الصراع من أجل السلطة) , و قد يتم حسم الصراع بأي صورة ربما تحقق العدالة أو لا , و ربما تهل علينا عتمات الحكم التكنوقراطي وقانا الله شره .


و لكل هذا أنا أتصور أن من واجبنا في المرحلة القادمة ما يلي



1- إستغلال الشعور بالإنتماء و الدفاع عن الوطن و كراهية الفساد لتدعيم استمراره و علاج الأمراض الإجتماعية من قاعدة الشعب وصولا لأعلى.


2-المحاربة الفكرية و السلوكية لكل أشكال التخوين - و لو صدقت - و الصفح عن الجرائم المحتملة و الوقوف اللين في وجة كل طرف لحساب الطرف المختلف.


3- البعد عن كل أشكال طلب السلطة في مرحلة الصراع عليها و الإكتفاء بالدعوة إلى ما نؤمن به.


4- السعي لترسيخ الوعي القيمي لدى كل طبقات الشعب ,... بمعنى الربط بين السلوك (السياسي- الإقتصادي- العسكري - الإعلامي) و بين قيمته الدينية و الإجتماعية و الوطنية.


5- نزع ما بقي من سلبية لدى الشعب و محاربة القابلية للإستعمار مما قد يؤدي لتكرار الأزمة ... مع التوعية بأولويات الرفض.


المسألة مسألة وقت و هذه الواجبات هي متعينة علينا حتى في ظل النظام الحالي




محمود رفعت
10-2-2011